حكاية طائر
هذه الحكاية لم تمرّ
بخاطري
كالطيف
يسرع في خيالٍ عابرِ
أنّى لها ذاك الخيال
ووهمه
وهي اللتي
كتبت بدمع محاجري
جارت على نفسي فطال عذابها
والقلب
هُدّ ، فيا لها من جائر
إن كان أمسي طال في برحائها
فاليوم
ذكراها تكدر حاضري
عاثت بأفراحي الهموم فهاجرت
وأقام
ذاك الهم غير مهاجر ِ
*****
يروي الخيال بأن طيراً
شاعراً
قد حلّ في
روضٍ حلول الزائر ِ
فتبادلا ، هذا يضيف
بلحنه
حُسناً إلى
حسن الرياض الناضرِ
وأعاره الروض البهي زهوره
فكأنها
رسمت جناح الطائر ِ
فتداخلت صور الجمال وأعجزت
آياته -
عجباً - خيال الشاعر ِ
فاحتار في وصف الجمال كما
بدا
واحترت في
وصف الخيال الحائر ِ
*****
طلع الصباح وكان روضي
هادئاً
والطير
فيه مهللٌ كالظافر ِ
فأتاه صياد يدور
مفتشاً
عن كل
غرّيدٍ ثمينٍ نادر ِ
فرآه ذو الصوت الشجي وقد
علا
أعلى غصون
الروض غير محاذر ِ
فأحبه طير الربى يا
ويحه
هل يعشق
المأسور قيد الآسر ِ ؟
وتنصت الصياد يسمع شدوه
فأذابه
رجع النشيد الساحر ِ
قد كان يبغي أسره فإذا
به
يهوي ويصرع
في ضعيفٍ قادر ِ
فأقام يصنع والفؤاد
متيم
قفص
المحبة للحبيب الغادر ِ
واستقرض الحب النفيس لجعله
مهوى
فؤاد الطائر المتفاخر ِ
وأقام يحدو تحته
متقرباً
والطير
تصغي للحداء الماكر ِ
لكنه سأم التطلع
عالياً
وأغمه
عجز الحداء القاصر ِ
ما بال هذا الطير عاف حبوبه
وأشاح
عنها معرضاً كالساخر ِ
فارتد يشكو غاضباً
متذمراً
والطير
يسمع في سكونٍ غامر ِ
أشقاه صياد حبيب قد نأى
ما باله
في الحب غير مثابر ِ
فالتاعَ يقلع بالجناح
وقلبه
قد خار من
غصص الزمان الغادر ِ
والروض أبكاه الفراق فلم
أرَ
كبكاء
روضي في وداع مسافر ِ
*****
لا تعجلن علي حكمك قائلاً
يا
للخرافة في خيال الشاعر ِ
يا قارئي لو كنت تدري من
أنا
وعرفت
صيادي ومعنى طائري
لعذرتني وحفظت عني قصتي
وكتبتها
بمداد قلبٍ طاهر ِ
أمين الساحلي
|